يقدّم تقرير اليوم نظرة شاملة على أسواق الذهب والفضة، مع تسليط الضوء على أهم العوامل الأساسية والفنية التي تشكّل حركة الأسعار الحالية. ونسعى من خلاله إلى تزويد المستثمرين برؤى واضحة وقابلة للتطبيق تساعدهم على التنقل بثقة وفعالية داخل هذه الأسواق.
تعرّض الذهب لموجة جديدة من الضغوط البيعية خلال جلسة التداول الآسيوية يوم الاثنين، ليتراجع باتجاه مستوى 4,050 دولار. ولا يزال الدولار الأمريكي محافظًا على اتجاهه الصعودي القوي، حيث يتداول بالقرب من أعلى مستوى له منذ أواخر مايو، وذلك رغم التصريحات المتباينة الصادرة عن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. هذا الصعود المستمر للدولار يضغط على الطلب على الذهب.
يوم الخميس، أصدر مكتب إحصاءات العمل الأمريكي تقرير الوظائف غير الزراعية، والذي أظهر أن الاقتصاد أضاف 119,000 وظيفة خلال سبتمبر، متجاوزًا التوقعات البالغة 50,000 وظيفة، وذلك بعد تعديل قراءة أغسطس إلى انخفاض بـ 4,000 وظيفة بعد أن كانت +22,000 سابقًا.
أما نمو الأجور—المقاس بمتوسط الأجر في الساعة—فقد ظل ثابتًا عند 3.8% سنويًا، متفوقًا قليلًا على التوقعات البالغة 3.7%. وقد ساهم ذلك في موازنة ارتفاع معدل البطالة من 4.3% إلى 4.4%، مما دعم توقعات أقل ميلاً للتيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
وتتوافق هذه البيانات مع محضر اجتماع الفيدرالي لشهر أكتوبر، والذي أظهر انقسامًا بين الأعضاء حول المسار القادم للسياسة النقدية. ووفقًا لأداة CME Fed Watch، فقد تراجعت احتمالات خفض سعر الفائدة في ديسمبر إلى نحو 35%.
لا يزال الذهب يتداول فوق خط اتجاه صاعد استمر قرابة شهر، مع تمركز مستوى دعم مهم حول منطقة 4,021 دولار، وهي منطقة يعزّزها المتوسط المتحرك لـ 200 فترة، ما يجعلها نقطة محورية رئيسية.
كسر هذا الدعم بشكل واضح قد يدفع الذهب إلى مزيد من الهبوط، مما يضع السعر تحت الحاجز النفسي 4,000 دولار، باتجاه الدعم التالي عند 3,971 دولار.
أما على الجانب الصعودي، فيحتاج المشترون إلى تأكيد قوة واستقرار فوق مستوى المقاومة 4,067 دولار لفتح المجال أمام استهداف منطقة 4,085–4,111 دولار، مع إمكانية امتداد الزخم نحو المستوى النفسي 4,200 دولار.
تشير المؤشرات الفنية الحالية إلى أن مؤشر الستوكاستيك عند مستوى 42، بينما مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 51، في إشارة إلى ميل محايد يميل إلى الحذر.
بشكل عام، يقف سوق الذهب عند نقطة حاسمة، حيث من المتوقع أن تلعب مستويات الدعم والمقاومة دورًا رئيسيًا في تحديد الحركة القادمة.
تراجعت الفضة إلى مستويات منخفضة جديدة، لكنها ما تزال تحافظ على التداول بالقرب من المستوى النفسي المهم عند 50.00 دولار. وإذا تمكن السعر من الثبات فوق هذا المستوى، فقد يفتح ذلك الطريق للارتفاع نحو منطقة المقاومة التالية عند 50.50–50.80 دولار. وفي الوقت نفسه، يظل معدل الذهب إلى الفضة مرتفعًا فوق مستوى 81.00.
أما في الاتجاه الهابط، فإن كسر نطاق الدعم بين 49.34–49.00 دولار قد يؤدي إلى هبوط نحو مستوى الدعم التالي عند 48.42 دولار.
وتشير مؤشرات الزخم الحالية إلى أن مؤشر الستوكاستيك عند مستوى 43، بينما مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 52، مما يعكس ميولًا محايدة على المدى القصير.
مؤشر الستوكاستيك (Stochastics Oscillator):
هو مؤشر زخم يقارن سعر الإغلاق بنطاق الأسعار خلال فترة زمنية محددة. تشير القراءات فوق 80 إلى حالة تشبّع شرائي، بينما تشير القراءات تحت 20 إلى حالة تشبّع بيعي.
مؤشر القوة النسبية (RSI):
يقيس سرعة وحجم تحركات السعر الأخيرة لتحديد حالات التشبّع الشرائي أو البيعي. القيم فوق 70 تدل على دخول منطقة التشبّع الشرائي، بينما القيم تحت 30 تشير إلى التشبّع البيعي.
في أسواق السبائك سريعة التغير والمتزايدة في التعقيد، يُعد الجمع بين التحليلين الفني والأساسي أمرًا ضروريًا لاتخاذ قرارات استثمارية سليمة. يهدف هذا التقرير إلى تقديم رؤية واضحة ومتوازنة تساعد المستثمرين على التنقّل بثقة داخل ديناميكيات تداول الذهب والفضة.